∩∩ تـقـصـيــر ∩∩

taqseer.jpg

سألني أحد الشباب قبل فترة عن رأيي في موضوع ما، فذكرت له رأيي وشرحت له موقفي، ولما كان رأيي مخالفا تماما لما توقع، فقد أهداني تعقيبا ختم به الحوار، فقال لي: “أنت بهذا الكلام إنما تبرر تقصيرك”.وأنا اليوم، ولأنني لم أكمل الحوار في ذلك اليوم، وددت أن أطرح في هذه الكلمات جملة من النقاط، التي قد تبرر – بالفعل – تقصيري غير المبرر، ليس لذلك الشاب فحسب، وإنما لكل من يقرأ هذه الكلمات، لعلي أجد العذر لي وللمقصرين من أمثالي.أنا أيها السادة الكرام، شأني كشأن من سواي من البشر، خلقني الله من ضعف وهذه كانت آية التقصير الأولى، فمهما رجوت وعلوت، فإن الكمال مخصوص لله سبحانه وما استطاع من البشر أحد إليه سبيلا.وإني لأدفع عن نفسي وعن المقصرين أمثالي تهمة التقصير ليس إنكارا لها، ولكن اعتذارا لنفسي، إذ أنني ما رضيت يوما بالدون ولا قنعت به، ولكني سعيت إلى العلا ولازلت إليها ساعيا، أفلا يقلل ذلك من سوء فعلي وتقصيري شيئا؟وأنا، يا أحباب النفس، برغم سوئي الذي لا يخفى على كل من عرفني ويعرفني، فإنني ما استكنت لنفسي رغم هزائمي النكراء في ساحات الحرب معها، وما سلمت لها أمري، ولا رضيت لها الفوز رغم توالي الجولات بيننا، ورغم تقدمها علي في كل ما مضى، لكنني أسعى وسأسعى بإذن الله ما حييت، حتى أكسب الجولة في النهاية، وتكون الغلبة لي، حتى وإن طال بي الزمان وأنا أطلب هذه المنية.يا سادتي الكرام، من فينا لا يقصر، ولماذا على المقصر ألا يبرر تقصيره؟ ومن فينا اليوم يرضى عن حاله؟ لو كان الكمال سهل المنال لاستكان الخلق بعد بلوغه، ولكن نعمة الله علينا أن خلقنا دون الكمال لنسعى ونسعى، فتدور بنا دورة الحياة دون أن نبلغ الكمال، ولكننا نرتقي ونقطع الدروب، فشتان ما بين البداية والنهاية، وذلك بالتأكيد في حياة الكادحين العاملين، لا المتخاذلين النائمين.وأنا، واعذروني على تكرار الأنا، أنا ذلك المسكين الذي لا يدرك صغاره وضآلته غير الذي خلقه، فإن وجد مني أحدكم تقصيرا وخطأ وزللا، فإن ذلك شيء مما كشفه الله له، وإن ما خفي أعظم، ولا يعلمه إلا الله، فله الحمد على ستره، والشكر على عظيم فضله.

بو ياسر

سبتمبر 2010

انشر الرابط

تعليقات

  1. عبدالرحمن المرزوقي 7 نوفمبر 2010 at 12:06 م

    صح لسانك يالحبيب ..

  2. ياسر الحسن 7 نوفمبر 2010 at 2:49 م

    تسلم أخوي الحبيب على ما سطرته..
    ولكن لا تبالغ في ذم نفسك..
    نحسبك أفضل من ذلك وأفضل منا بكثير..

  3. بنت الخالدات 9 نوفمبر 2010 at 9:26 ص

    مقالة جميله..
    وأكر ماذكره اخي ياسر
    “ولكن لا تبالغ في ذم نفسك..
    نحسبك أفضل من ذلك وأفضل منا بكثير..”
    كُن بخير ..

  4. عبدالله موسى 18 نوفمبر 2010 at 6:17 م

    بالفعل عزيزي وأحب أن أضيف أن التقصير والقصور باب من أبواب التوبة والاستغفار وبالتالي الحسنات..
    وشكرا لهذه اللفتات الجميلة

    تحياتي أبو صبا

اترك تعليقاً

اسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني