♦ عــارُ المَـعـصِـيَـةِ ♦

 maaseyah.jpg

على أصوات تتعالى خارج المنزل، جلبة وضوضاء ونداءات، خرجت لمعرفة ما يحدث، فلم أستطع معرفة ما تجمهر الناس حوله، حاولت التقدم أكثر والاقتراب من مركز التجمع، فوجدت أمرا عجيبا ما رأيت مثله في حيّنا من قبل، ولا في بلادنا كلها، وإن كان ذلك قد يحدث في الأزقة وخلف الأنظار.

رأيت سيارة واقفة وسط الطريق تجبر السيارات على التولي عنها أو الوقوف للنظر في أمرها، وعند باب السائق المشرع، رجل مستلق على الأرض يطلق الآهات والزفرات.
وكأني أرى أبناء الحي ورجاله يهرعون لتقديم العون إليه، لكن وجوههم لم تكن تنبئ بالشفقة ولا بالعجلة، بل إن الضحكات وكلمات الشماتة هي كل ماسمعت.

وإذا عرف السبب، لا شك أن يبطل العجب، لقد أسرف ذلك على نفسه فشرب الخمرة حتى أثقلت رأسه وما استطاع أن يسوق نفسه، فكان منه ما كان، حتى استلقى في الشارع دون أن يدري بنفسه، فتجمع عليه الناس وافتضح بين الخلائق، تمنيت لو أنه ألقي في أقرب حاوية قمامة – أجلكم الله – ليصحو فيعرف القدر الذي أوصلته إليه معصيته.

سمعت كثيرا عن عار المعصية، عن ذلك الذي يستره الله فيفضح نفسه، عن ذلك الذي يعصي الله فيستره الله، فيصر ويكابر حتى يكشف الله ستره ويفضحه أمام الخلق.

إن للمعصية عارا يحسه مرتكبها أكثر من غيره، ترى كيف يشعر ذلك السكران بعد صحوه؟ هل تراه يعود يزهو بكبريائه بين أهل الحي كما كان، هل يزور الناس ويصلهم ويبادلهم التحايا كما كان، إلا إن كان قد سلب الحياء كله؟

وأبناؤه وزوجته وأهله، أما علم أنه جر عليهم بمعصيته شؤما وعارا كانوا في منأى عنه ولا ذنب لهم فيه، إنما سيق إليهم بأيدي رب بيتهم.

تلكم المعصية، أيا كانت، للتوبة بعدها طعم لذيذ تتذوقه القلوب وتلتذ به، وللتمادي فيها شؤم ما بعده شؤم، سترنا الله وإياكم وأبعدنا عن المعاصي وما يلحقها من عار.

30/10/2010

انشر الرابط

تعليقات

  1. ياسر الحسن 21 نوفمبر 2010 at 11:14 ص

    اللهم استرنا فوق الأرض..وتحت الأرض..ويوم العرض عليك..
    كان وضع ذلك الرجل مخزي وفاضح في ذلك اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله..
    تسلم أخوي بو ياسر على الموضوع (: 

  2. راشد اسحق 30 نوفمبر 2010 at 7:57 ص

    “الحمدلله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير من العالمين”

  3. محمد جناحي 30 يناير 2011 at 3:11 م

    الحمدلله الذي عافانا..

اترك تعليقاً

اسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني