صـدقــة

zakat-copy.jpg

في زيارة لأحد المشايخ الفضلاء، دار محور الحديث حول الصدقة وفضلها على المتصدق بها، فذكر الشيخ قصة رائعة يعرف هو أبطالها وشخوصها، أسردها عليكم كما سمعتها منه.

يقول: تجتمع النسوة في حينا كل أسبوع في أحد البيوت يتبادلن الأحاديث والأخبار، ويخصصن جزءا من لقائهن لحديث الدين الموعظة.

وفي مرة من المرات لاحظت النسوة على إحدى الحاضرات سرحانها عن حديث المجلس وتغير ملامحها عن العادة فسألنها عن السبب، فقالت: حدث معي أمر عجيب، منذ أيام والحدث يتكرر، ولست أعلم له تفسيرا، فقلن لها: وما ذاك يرحمك الله؟

قالت: رأيت في منامي أن رجلا جميل الطلعة بهي المحيا، يقترب مني ثم يقول: اذهبي إلى فلان في بيته، وبشريه بالجنة، عجبت من الأمر واندهشت له، فلست أعلم عن فلان ولا عن بيته، ولكن الأمر يتكرر معي منذ ذلك الحين، وأخشى إهمال الأمر فأقع في الإهمال والتفريط.

هونت نسوة الحي من الأمر وذكرن بأنها قد تكون رؤيا خير، ولكن إحدى الحاضرات عادت وسألت المتحدثة: أعيدي علي اسم الرجل لا هنت؟

فذكرت لها اسمه، قالت السائلة: نعم، فلان ابن فلان المقيم في الطريق الفلاني، أعرفه وأهله، ولكني ما عرفت عنه التزاما ولا اختصاصا بعبادة!

نهضت المتحدثة من فورها، وقالت: أمتأكدة أنك تعرفينه؟ متأكدة من تطابق الاسم؟ قالت نعم.. فقلن: هيا بنا إليه.

ذهب بعضهن إلى منزل الرجل فخرج لهن رجل كما ذكرت المتحدثة، لا يظهر عليه مظهر الالتزام، سلمن عليه ثم تحدثت صاحبة الرؤيا، وذكرت له ما رأت، وأخبرته أن رسالتها هي “البشرى بالجنة“.

زادت دهشة النسوة عندما وجدن من الرجل برودا في ردة فعله، ثم أكد لهن بأن المقصود رجل غيره.

وعندما هممن بالانصراف، عاد فنادى عليهن، ثم قال: اسمعن يرحمكن الله، لقد عاهدت نفسي أن أحفظ السر، ولكني خشيت أن أثقل عليكن بالبحث، كل أمري، أن لي جاراً توفاه الله قبل سنوات، كان يسكن هذا البيت المجاور لمنزلي، وترك خلفه زوجة وأبناء، ولم يترك لهم غير الله تعالى، فقطعت العهد على نفسي وأشهدت الله عليه، أن أقسم راتبي كل شهر إلى قسمين متساويين، نصف لي ولأهل بيتي، ونصف لبيت جاري المتوفى، فإن صدقت الرؤيا، فمالي غير ما سمعتن من العمل.

 

26/4/2011

انشر الرابط

تعليقات

  1. أبو همام 10 يونيو 2011 at 11:06 م

    سبحان الله، قصة عجيبة.
    المهم أن فضلة الصدقة عظيم. و الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بغض النظر عن دقة هذه القصة العجيبة!
     جزاك الله خير على هذه الموعظة. وإلى الأمام.

  2. بو خليفة 25 يونيو 2011 at 6:05 م

    سبحان الله

اترك تعليقاً

اسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني