●● حياة.. من غير أم ●●
قبل أيام، اضطرت والدتي في يوم تجمع العائلة، أن تذهب إلى بيت خالتي لظرف صحي ألم بها، فاختل النظام في منزلنا، وبدأ كل منا يشير بما استطاع، وأصبح كل منا يعتبر نفسه الخبير المدبر في أمور المنزل، ومع أن الأمور سارت في النهاية، لكنها لم تكن تسير على النظام المعتاد، ولا على النسق الذي دأبنا عليه.
تخيلت عندها كيف ستكون الحياة من غير أم –بارك الله في عمر أمي ولا أراني فيها مكروها – تخيلت، كم من الأمور ستغيب عني، وكم ستتدهور حياتي عندئذ، بل كم سأتدهور أنا، لو لم تكن أمي معي.
أصحو كل يوم بوجه عابس يبخل بتصنع الابتسامة، فتقابلني بابتسامتها المعهودة، رغم أنها استيقظت قبلي، وأعدت الفطور لإخواني ووالدي الذين سبقوني في استيقاظهم، وها هي تقابلني بما قابلتهم به، أحيانا أبتسم، وأحيانا لا أبتسم، وهي، دائما تبتسم..
أستعد للخروج وألملم حاجياتي وأغلق غرفتي ثم أخرج مسرعا، خشية التأخر على العمل، فتلحقني بعبارات الدعاء، تزجيها من أعماق قلبها، أقضي معظم النهار في العمل، وربما – وهذه الحقيقة – أنسى أن أرفع السماعة لمجرد السلام عليها، في الوقت الذي لا يفتر لسانها عن الدعاء من مطلع الإصباح وحتى الليل.
أعود منهكا في آخر اليوم، فأجدها بابتسامة الصباح، تجلس كالملاك، ولا يزال الدعاء دأبها، أصبح وأمسي وأغدو وأروح،وأمي هي أمي..
أي توفيق يحفني لو لم تكن أمي معي، وأي دعاء سيشملني لو لم تكن أمي معي؟
أي ابتسامة سأجدها أصدق من تلك الابتسامة؟ وأين الذي سيحتمل مني كل ما احتملته تلك المرأة العظيمة.. أمي؟
من سيغرقني بعبارات الإطراء والمديح في كل مرة أرتدي فيها الجديد، ومن في هذه الدنيا يراني ملاكا، بالرغم من أني لا أعدو أن أكون صغيرا غير ذي قدر، في هذا العالم الكبير.
من يا ترى، سوف يفتح بابي كل صباح لأبدأ يومي بالصلاة، لو لم تفتحه أمي؟
من سيسمح لعينيه أن تدمعان ليس لشيء، إلا لحب صادق تغلغل في أعماق القلب، غير أمي؟
من غير أمي، ظل أمامي منذ مولدي وحتى الآن، وبرغم ما مضى من العمر، لم أرتو من حبه بعد!
الحياة من غير أمي..
هي في الواقع..
ليست حياة..
اللهم بارك لنا في أعمار أمهاتنا واغفر لنا تقصيرنا، ولا تجعل في حياتنا لحظة تمر، إلا وهن راضيات فيها عنا..
18 نوفمبر 2008
اللهم آمين ..
أبكيتني يا بو ياسر ..
لو قضينا أعمارنا كلها في بر لها ..ما أوفيناها حقا ..
لو قسم البر شطرين لوزع شطر للعالم و و لاستحقت أمي شطر لها وحدها …لأنها أمي ..
أعاننا الله على بر والدينا و رزقنا رضاهم الدائم عنا ..
يااااه ..
السمي .. فتحت الجروح
كعادتك دوما
^_^
كلمات مبدعة يا بوياسر ….
ابكيت القلوب قبل العيون…
معاني على الوتر …
أعاننا الله على بر والدينا، وغفر لنا تقصيرنا …
ورحم من مات منهما … آمييييييين
يعطيك العافية يا الحبيب :):)
لم أستطع أن أكتفي بالقراءه عندما قرأتُ هالموضوع..
فلم أجد نفسي الا وأنا أخط هذه الكلمات..
تستحق والدتك -وهي أمي الثانيه -أن تكتب عنها كل ماكتبت ..
فهي الحنان كله…
جعلتَ عيناي تدمعان حنيناً لها يابن خالتي..
أختي عهود.. حياك الله مرة أخرى
حقيقة لم أكتب الموضوع لنبكي، ولكن لننزل أمهاتنا قدرهن، أعاننا الله على ذلك جميعا..
جزاك الله خيرا على كريم المرور
السمي،
حياك الله ياخوي، دايما منور المدونة،
لو مب انت واللي شرواك من زمان صكيناهه 🙂
ELraSH
حياك الله يالغالي
وانت بعد دايما منورنا، ما تقصر والله،
الله يخلي لك أمك 😀
بنت الخالة العزيزة..
أهلا وسهلا بك في مدونتي 🙂
ولأمك عندنا قدر الأم وهي أمنا الثانية بالتأكيد.. حفظهما الله وأمنا الصغيرة أيضا 🙂
بوركتم وبارك الله لنا في أعمار أمهاتنا
الحياة من غير أمي..
هي في الواقع..
ليست حياة..
** حقاًَ الحياة بلا أم .. ليست حياة ..
اللهم احفظ امهاتنا ..
سلمت يداك أخي الفاضل بو ياسر ..
اللهم بارك لنا في أعمار أمهاتنا واغفر لنا تقصيرنا، ولا تجعل في حياتنا لحظة تمر، إلا وهن راضيات فيها عنا..
آميـــــــــــــن
كل الشكر لك أستاذنا القدير ….
فد لفت انتباهنا إلي تلك الإنسانة العظيمة التي لن نوفيها حقها ما حيينا …
حفظ الله لك أمك وبارك فيك ..
ياانااس انا امي تعباانه او حااسه اني رااح افقدهاا انا والله خاايفه تكفوون ادعوولها بصلااتكم الله يخلييكم لامهااتكم قولو اميين بس ادعوولها ان الله يقومهاا لاني انا وحيدتها يعني لو امي راااحت انا رااح امووت الله يخلييكم ادعوووووووووووو
الأخت منى..
شفى الله والدتك وعافاها وألبسها لباس العافية.. وأسعدكم بشفائها
ولا حرمك حنانها ووصالها ودعاءها
أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيها
أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيها
أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيها
يا خوي وراك تسوي فينه هاللون..بروحنه غربة وحالتنه حالة =)
أطال الله في أعمار أمهاتنا وآباءنا..ولا أرانا فيهم مكروهاً أبداً..
وتسلم يا أخوي على هالموضوع الطيب..
طبعاً آدري..
ردي يه وايد بسرعة على الموضوع =)
ياسر راقد كنت يبه؟
هالموضوع دارت عليه سنة وأنت توك ياي!
مدونة جميلة الصراحة … شكراُ لكم وإلى الأمام
الجنة تحت أقدام الأمهات
أعقد أن أنه قد مرت سنتان على حادثة يومكم دون الوالدة حفظها الله ..:) والعيال كبرت 🙂
مب بس كبرت، إلا كبر راسها بعد وتكبرت الشيخة لطيفة 🙂
شكرا على المرور أختي