خمس تقاسيم، عزفتهن ولست عازفا، ولكنني حاولت أن أدندن – بما تجود به قريحتي – على أوتار الذكريات، بدأتها بوصف الذكريات، وأنهيتها بمقطوعة التخرج من الجامعة..
أتمنى أن تكون تلك التقاسيم قد حازت على ما نطمع به من رضاكم.
بو ياسر
ليس شعرا.. ليس نثرا..
إنما هو عزف على أوتار الذكريات..
قد يكون للبعض نشازا..
لكنه للبعض.. تقاسيم وألحان..
أنينها..
آهاتها..
مقطوعة تحكي روعة الذكرى.. وعبق الذكريات
(1)
♪ دورة الأيام ♪
هكذا الأيام دارت..
ثم عادت مثلما كانت..
كم تحدثنا سويا عن أماني..
عن حياة قادمة..
عن طموح لم يعد مثلما كان بعيدا..
ثم حانت لحظة الأفراح فينا..
عندما صرنا على شط الأماني الحالمة..
غير أني عندما أبصرت حولي لم أجد تلك القلوب..
لم أجد ذاك التبسم حولي لم أجد..
كفا يشابك آخرا.. فيهما معني المحبة..
كيف تنسلخ القلوب من المعاني؟
كيف يقتل بعضنا حلو الأماني؟
كيف يغفو الجفن منا.. والضمير غدا يعاني؟
ذكريات..
بين أيدنا علت أصواتها..
تستجير بنا.. من الموت الذي كدنا لها..
ثم ماذا؟
ثم صرنا نلعن الماضي الأليم..
دون ذنب.. بعد تفكير وضح..
بل على العكس تماما..
كان ماضينا هو القلب الذي..
في حناياه وجدنا.. كل أنواع الفرح!
نوفمبر 2008
___________________________________
(2)
♪ التخرج.. من مدرسة الهداية ♪
ومضت من الأعوام عشرة..
وكأنها بالكاد كانت غفوة..
من بعد يوم متعب..
ورشفت قطرة..
فصحوت في يوم وقد مضت السنون..
ووجدت نفسي مسرحاً.
وعليّ لم تزل العيون..
هيا تكلم..
ماذا أقول؟
هيا تكلم.. أولست تعلم؟
أن مشهد الأحداث قد جاز الفصول؟
وبأننا في آخر الأجزاء.. من سرد يطول؟
هيا تكلم.. أولست تعلم؟
أن وقت اللهو قد ولى وراح..
اولست تعلم أنك اليوم كبير..
لم تعد ذاك الصغير..
وبأن ليل طفولة..
قد شقه نور الصباح؟
ووجدت نفسي بعد أعوام مضت..
وكأنني أسترجع الحلم الذي لم ينته..
هذي الهداية..
من عندها صغت البداية..
ذكريات المدرسة..
ومشاغبات الفصل والتخطيط..
فن.. هندسة..
هل أنا في واقع الأحداث حقا؟
أم تراني لازلت أحلم؟
عشرة من عمر فرد..
قد تقضت وانتهت..
لم يزل حلم التخرج هاجسا..
والهداية قصة.. كيف ابتدت؟
أم ترى كيف انتهت؟
هكذا الأعمار تمضي..
صورة للفصل من بعد الذهاب..
والكراسي ودعت جمع الشباب..
ومعلمي.. لازال يكدح في الهداية..
بين جدران الهداية..
هكذا وصف النهاية..
وكذا.. وصف البداية.
24 فبراير 2009
___________________________________
(3)
♪ السفر للدراسة ♪
خبر أطل علي من دون احتساب..
في العين.. دار الزين..
مقعد درسكم في الانتظار..
وحزمت أمتعتي وودعت الصحاب..
وتركتهم في سعدهم..
لأغادر الوطن الحبيب..
من بعد القرار..
وحبيبتي..
أمي التي وقفت تلوح من بعيد..
ودموع عينيها على الخدين..
سالت من جديد..
وأعادت الكلمات..
يحفظك الإله..
ولا مزيد..
غادرتهم..
حتى إذا جد المسير..
وتراجعت خطواتي الحيرى..
وحار بي المصير..
ومشيت وحدي في ممرات المطار..
وجلست منتظرا..
وطال الانتظار..
حتى أتى صوت المنادي..
أسرعوا..
فنهضت.. أحمل حمل نفسي..
وتراسمت صور البعاد..
كم سأفتقد الديار..
وجلست وحدي صامتا..
وسرحت..
أسحب الكفين من جيبي..
وأدني عدتي..
ورفعت رأسي.. أنظر البحرين ليلا..
وأرمق قريتي..
ثم انتهى التفكير..
واجتزنا السحاب..
وصرت أنشد غربتي..
وأردد الأبيات أنشدها وأنشد قصة..
بدأت بدون بداية..
فكذاك كانت قصتي.
25 فيراير 2009
___________________________________
(4)
♪ جــدتـــي ♪
كم مر مذ ودعتنا..
يا غالية؟
هي في حسابي سبعة..
أو ربما ثمانية..
أنا لم أعد أحصي السنين..
سيان عندي..
فالموت آت ذات يوم..والدرب معروف لنا..
مهما تطاولت الحياة الباقية..
ودعتنا..
وتركتنا في دورة الأحداث..
قد كانت الدعوات تحفظ خطونا..
فتعثرت خطواتنا..
من بعد أن غاب الدعاء..
وتفرقت سبل الرجاء.
مازلت أذكر بسمة..
تزدان بالصدق الجميل..
ومحبة فاضت بها تلك الكريمة..
بالكثير وبالقليل..
مازلت أذكر روحك العليا..
أحقا أنت منا؟
أم ملاك كان في أرض البشر؟
كيف يرحل عن أراضينا الملاك؟
أستغفر الله ربي..
هكذا كان القدر..
لازلت أذكر عندما كان اتصال في الصباح..
بيدي كتابي..
أرسم الخطوات في درب النجاح..
فأجبت..
صوت أمي ليس كالمعتاد..
وصار للخبر اتضاح..
فكذا إذن..
قد غادرتنا جدتي..
وإذا تغادر جدتي..
غاب الدعاء..
والأمنيات البيض..
والبسمات..
وحبل وصالنا..
ذاك الذي عقدت بفيض حنانها عنوانه..
يا رب فارحم جدتي.
18 مارس 2009
___________________________________
(5)
♪ العودة إلى الديار ♪
وتقضت الأيام والأعوام من بعد اجتماع..
حتى دنا وقت الرجوع إلى الديار..
فوقفت في تلك الحجيرة حائرا..
ودنوت.. أقرأ ما وجدت على الجدار..
فقرأت تاريخا بخطي صغته..
بأناملي في ذا الجدار رسمته..
قد كان يوما مظلما..
ذاك الذي فيه رسمت الذكريات..
ونقشت صورتها على الجدران كيما تمتحي..
لكنها أمست مجرد ذكريات..
فإلى اللقاء.. أقولها ملئ الفؤاد..
وإلى اللقاء أقولها.. بعد الوداد..
وأقولها للناس حولي..
للأحبة في البلاد..
تلك البلاد بما حوت من ذكريات..
من أمنيات..
من أمسيات حالكات..
ومن الليالي الحالمات..
صَعُبَ المجيء إلى هنا يوما مضى..
لكن يوم العود..
أصعب من سواه كأنه..
في باطن الكفين جمر من غضى..
كيف الرجوع يهون..
من بعد القرار..
في جمع خير لم يخالطه انكسار..
سأظل أذكركم وأذكر جمعنا..
وسأذكر البيت الذي قد ضمنا..
ولسوف أذكر ما مضى من أمنيات..
وأصوغها شعرا ونثرا..
كي تظل الذكريات..
28 مارس 2009
بعض الماضي طعمه حلو كـ السكر نتمنى أن يكون سرمديّاً ومعظمه مستمر وسيستمر ماستمرت الحياه!
وبعض الماضي طعمه حلو ولكنه فقد نكهته في الحاضر،ربما لأن الناس يتغيرون ..!
ابن خالتي العزيز:
مازالت الدنيا بخير فقط كن كما أنت ولاتدع الزمن يغير فيك شئ وسترى الناس كما هم..
فكثير من الأشياء تتغير ونحزن عندما لم تعد كما كانت، ولانُدرك أننا ساهمنا في تغيّرها!
عن نفسي أصعب وأقسى معاني في حياتي عندما أشعر ويردد قلبي : ” شكنا وشصرنا”
تذكر دوماً: الذهب يبقى ذهباً ولايتغير أبداً..
كـُن كما أنت لتكُن بخير..
ونسيت أن أذكر أن التصميم أكثر من رائع “ماشاء الله”..
سلمت يُمناك..
بنت الخالة..
شرفت المدونة بتكرار زياراتك 🙂
أشكرك على المتابعة والتعقيب
بوركتم 🙂
وحبيتي..
أمي التي وقفت تلوح من بعيد..
ودموع عينيها على الخدين..
سالت من جديد..
وأعادت الكلمات..
يحفظك الإله..
ولا مزيد..
***
مازلتُ أتذكر هذه اللحظات -لحظات وداعك لنا في بيت جدي القديم رحمه الله-وكأنها حدثت فقط بالأمس!
فهذه من اللحظات المطبوعه في ذاكرتي..
كلمات جميلة ومؤثره..
تابع فكلي شوق للقادم..
حفظك الله..
أمس قريت لها إلا تقول لي أشوة انك خلصت!
والله جان خلاص مب مخليتك تروح 🙂
حياك الله يا بنت خالتي..
أحاول أعصر مخي وأكتب المزيد قريبا 🙂
الله يرحمها يارب..
لم تكن حقّاً من نساء الأرض بل كانت من نساء الجنــه..
ننتظر القادم بشوق فلا تتأخر علينا يا ابن خالتي..
بنت الخالة..
شكرا جزيلا.. قلة هم الذين يتذوقون هذا النوع من الأدب.. وإني لأشهد أنك من هؤلاء القلة.
سأعود.. ولكن ربما بعد حين 🙂
سأظلم نصك إن حاولت وصفه
إذاً
مالي إلا أن أقول :
أنت مبـــــــدع بحرفك الذهبي وإحساسك الصادق …~.~
إبداعك أخرسني !!!
يا أبا ياسر ….
أخي سكون 33
حياك الله في بيتك وبياك وجعل الجنة مثواك..
أشكر لك ذوقك وتواجدك الدائم..
يشرفني تكرار مرورك وحلولك علينا أخا عزيزا 🙂
عندما يعشق الانسان الأرض التي احتضنته في سنوات الغربه فإنه بلا شك يشعر بألم الفراق حتى وإن كانت سنين الغربه ولّت وسيعود الى الديار!
سنوات الدراسه والغربه والبلد التي احتضنت هذه السنوات لاشك أن لها مكانه كبيره في القلب مكانه لايغيرها الزمن ولا الأيام بل تكبر وتكبر بالذكريات..
ولد خالتي..
أمتعتنا بهذه الذكريات ..
بانتظار جديدك دماً..
كُـن بـخـيــر..
والكراسي ودعت جمع الشباب..
ما أجمل التفاف الشباب حول كراسي الصالة الرياضية
وما أجمل أيامنا في الهداية.. في الدراسة – في اللعب – في لقاء الأحباب – في كل جنب فيها لنا ذكرى جميلة..
باوصف لك حالتي بعد القراءة ..
حالة ذهول ..
وعيني في دمعة ما نزلت..
يمكن لاني عشت معاك بعض ما كتبت في لمحات سريعة ..من حياتك..
كل شي يروح وينتهي لكني اعتقد ان اللذكريات الحلوة ما تنتهي، وتبقى خالدة ولو تغيرت الاحوال والازمان..
عجبتني مقولة كن كما انت لتكن بخير..
السلام عليكم ..
مادري شنو صادني وانة اقراء موضوعك مادري يمكن لان باقي ايام قليلة واتخرج
او مادري بس صج صج كلمات في قمة الروعة …
ما اقول غير ربي لايحرمني منكم ربعي ومعلماتي ..