10:08

مرت أعوام أربعة، ولازلت أحاول، بقدر استطاعتي واجتهادي، أن أقف عند هذا الوقت في هذا التاريخ من كل عام، لأسرد فيه بعضا​​ مما يمكن سرده، ولكني في كل مرة، لا أستطيع، أو، لا أجرؤ! قبل أربعة أعوام، تغير كل شيء، كل شيء بكل ما يعنيه التعبير من معان، تغيرت الكنية المبنية على العرف، لتحل محلها كنية…

اعتراف

قرأت اليوم في أحد حسابات الصحف العربية، أن السلطات تمكنت من القبض على المتهم في الجريمة التي هزت البلاد، وأن التحقيقات المبدئية تؤكد تورطه في الجريمة المذكورة.

العمل

صمت السائق برهة، ثم قال: هل لك في تجربة ربما تكون جديدة بالنسبة لك؟ قلت: بكل سرور.

رُشدي

منذ ظهوره الأول في مسرح الحياة، استطاع رشدي أن يخطف الأنظار والقلوب، كل يريد الفوز بدور لمداعبته والظفر بابتسامته، في كل أسرة، يجد الطفل الأول مثل هذا وأكثر. رغم أنه يكبرني بأكثر من أربعين عاما، إلا أنني صرت – دون شعور مني – أعتبره صديقا لي مقربا، ورمزا للأمل الذي نشأت عليه، أهتم بتفاصيل حياته…

الحكاية

أذكر ذلك اليوم وكأني حاضر فيه الآن، كنت حينها، ذلك الطفل الذي يحمل المقص، ليقص راعي الحفل – وزير العدل والشؤون الإسلامية السابق رحمه الله – شريط المهرجان، مهرجان كبير استمر أسبوعا، شاركت فيه جمعيات ومؤسسات متنوعة الأهداف والأطياف، ومؤسسات حكومية أيضا وسفارات عربية وإسلامية، كان علم فلسطين مرفوعا في كل زاوية وعلى كل جدار،…

صاحبة السعادة

إنه يومي الأول في تلك المؤسسة، تشاركني المكتب زميلتان، أم شوقي التي تعد نحو التقاعد الأيام والساعات، ونهلة التي سبقتني إلى الوظيفة بأشهر فقط، لكنها كانت تدعي منذ اللحظة الأولى، أن كل خير في تلك المؤسسة كان بفضل جهودها في التغيير، وأن كل سوء كان بسبب رئيس القسم الذي لم يقبل اقتراحاتها للتغيير. أما المدير…

دُوسْت

أنهيت المحاضرة الأخيرة ذلك اليوم، وتوجهت إلى موقف الحافلات للعودة إلى السكن الجامعي، ظننت أن الحافلة المتجهة إلى السكن قد غادرت، فسألت أحد المشرفين هناك، كان يقرأ الجريدة، الجريدة في يد، والسيجارة في اليد الأخرى، أشار بالسيجارة نحو غرفة السائقين وقال: دوست! كنت جديدا على المكان آنذاك، وفي كل يوم كنت أفاجأ بكلمة جديدة ومفردة…

هذا ما حصل!

كان من بين المقررات المفروضة علينا في الجامعة، مجموعة من المقررات التي ما وُضعت إلا لملئ الخطة الدراسية ورفع عدد الساعات المعتمدة، ليست مفيدة للطالب، ومرهقة للأستاذ، لا يستطيع طرح مضمونها بشكل من الأشكال، نعرف ويعرف أنه يسيّر الأمور لينتهي من أداء واجبه فقط، فنجتاز نحن ما توجب علينا اجتيازه. حرصت على تأجيل مقرر عنوانه:…

نافذةٌ

وصلت إلى تلك المدينة بعد منتصف الليل، السكون يخيّم على المكان، والصمت لغة التخاطب السائدة، سائق السيارة يحاول أن يكسر ذلك الصمت قدر استطاعته لتأدية بعض واجبه، يتحدث عن التطور الذي وصلت إليه البلاد، وعن السبق في كل شيء، عن فخره بانتمائه، عن حبه للثقافات المتوارثة وتمسكه وأهل بلده بهذه الثقافات العريقة جدا، جدا. لم…

عودة إلى الماضي

لي صاحب قديم جدا، متعه الله بذاكرة قوية يسترجع معها تفاصيل الأمور التي لا تهم أحدا، يتحدث عن موقف قديم جدا، فيسرده بتفاصيله الدقيقة التي تجعلني أرى الموقف أمامي وكأنني كنت حاضرا فيه. يحكي قصصا وطرائف حصلت ويدعي أنني كنت جزءا منها، والويل لي لو حاولت تكذيبه، لا يتوانى في إحضار الأدلة والاتصال بمن شهدوا…

درسٌ لا يُنسى

في العام الدراسي الأخير، قبل التخرج بأشهر، عندما كنت أحصي الأيام والليالي المتبقية على ذلك التخرج المرتقب، لا أنام الليل إلا بعد شطب تاريخ اليوم في التقويم الذي جعلته أمام عينيّ دوما، كلما اقتربت من نهاية التقويم احتدم الحلم في مخيلتي حتى ظننت أنها لحظة الاستيقاظ، إنه حلم عظيم لكل طالب في المدرسة أو الجامعة،…

الحقيقة

كنت قد دونت مسبقا مجموعة من العناوين لمواضيع أود الكتابة عنها حين يتيسر ذلك، أحد العناوين التي كتبتها يحمل اسم زميل كان معي في العمل قبل سنوات، وكانت لي معه نوادر وقصص وأحداث، وجدت أن توثيقها قد يكون مناسبا لما فيها من التنوع والدروس، خصوصا لحديثي العهد بالحياة العملية. قبل أيام، وردت إلي رسالة تحمل…

الشارع عشرين

لا يجهل أحد من أبناء جيلنا هذا الاسم، وكيف يُجهل وهو المكان الذي اجتمعنا فيه جميعا عصر كل يوم، لا أعني نفسي وأخي وأقاربي فقط، بل الجميع، أنا وأبناء جيلي من المحيط إلى الخليج، نجتمع في الشارع عشرين دون أن نلتقي، نشترك في مشاعرنا تجاه ذلك الشارع، ومحبتنا لأهله وسكانه، واستمتاعنا بحواراتهم ونوادرهم وحكاياتهم. الشارع…

ربع قرن

هل يمكن أن تنسى يومك الأول في مرحلة مهمة من حياتك؟ أنا لا أنسى تلك الأيام الأولى، بتفاصيلها الدقيقة جدا، أسترجعها وكأنها أمامي الآن، أذكر الناس فيها بهيئاتهم التي كانوا عليها وإن تغيرت هيئاتهم اليوم، أتحدث عن مراحل مهمة، ولا أعني أبدا ما كان عابرا مؤقتا فاستحق أن يكون في طي النسيان. أذكر جيدا، يومي…

أستاذ

إنه اليوم الأول في الفصل الدراسي، من بعد عطلة صيفية طويلة، مليئة بالترفيه والتغيير والأحداث، لا شك أن هذا اليوم ثقيل على الجميع، دعك من تلك الخطط المثالية التي نعزي بها أنفسنا لتعويض ما مضى، دعك من أولئك الذين سبقونا إلى الصفوف الأمامية، يلتفتون بين الحين والحين بابتسامتهم المستفزة، وكأن التحصيل مبني على ذلك السبق،…

أبو قرجة

لا أظن أحد الزملاء في دفعتنا يجهل أبا قرجة، الطالب الطويل، أسمر اللون، كثير الضحك وبصوت عال، لا يتحدث إلا ويسمع كل الحاضرين حديثه، لم يسلم من أذيته أحد، كنت أظن “أبا قرجة” لقبا أطلق عليه للتحقير فلم أكن أناديه به – ولم أكن لأناديه أصلا – لكنه كان اسم أبيه، اسمه مختار أبو قرجة،…

استكانة شاي

نزلت إلى بهو الفندق، بعد يوم تصرمت ساعاته في الأعمال النظرية، واللقاءات الحافلة بالمجاملات، ظننت أني أستحق رشفة من الشاي، أكافئ بها نفسي على أي شيء، أختم بها يومي، ليس ثمة داع لتحديد الهدف هنا، الشاي يُشرب لمجرد المتعة، لأنه (شاي) وحسب. نحن في البحرين وبعض دول الخليج نسميه (چاي)، بالحرف الأعجمي، ويسميه البعض (شاهي)،…

عنصرية

في ليلة من الليالي التي لا تنسى، وفي خضم الامتحانات الفصلية، تعرضت لحادثة ما، كان الأمر عاجلا يستلزم الذهاب للمستشفى فورا، بادر زميل لي بأخذي للمستشفى القريب من السكن الجامعي إذ لم أكن أملك سيارة، نزلت من السيارة مسرعا إلى مكتب استقبال المستشفى، كان موظف الاستقبال من غير أهل البلد، وكانت المرة الأولى التي أحتاج…

وشاح

سوداء، لا يُعرف لها شأن، نشأت تخدم القوم وتسعى في حاجاتهم، لا أهل ولا مال ولا عون، أرسلها القوم مع فتاة لهم تخدمها، أو تحرسها، أو توصلها إلى حيث شاؤوا، كانت الفتاة تتشح بوشاح أحمر، فوضعته لتغتسل، أو سقط منها ولم تنتبه، فإذا حدأة تخطف الوشاح، تظنه لحما، وتطير به إلى حيث أمرها الله. التمس…

هدية

كل المشكلات والخلافات التي تحدث بشكل متكرر في حياتنا، لها مفتاح للحل بسيط، خصوصا، عندما تكون بين المقربين من إخوة وأصدقاء وأزواج وقرابات، مفتاحها المشترك هو الهدية، تُجبر بها الكسور، وتُكسب بها القلوب، أليس كذلك؟ شحنات الكراهية في داخل الإنسان الغاضب تنقلب إلى مشاعر حب وامتنان، فلا يخفى ذلك الانقلاب على قسمات الوجه وكأنه سحر،…