هل راودك ذات مرة شعور غريب تجاه أحد ما؟ شعور بعدم الارتياح دون سبب واضح، شعور غير مبني على مواقف سابقة، بل ربما يكون هذا الشعور قد أصابك في لقائك الأول بذلك الشخص، ثم مرت الأيام والسنوات، ووجدت أنك كنت محقا في شعورك وأن حدسك لم يخب؟ والعكس أيضا، هل راودك؟ أن شعرت بالارتياح تجاه…
التصنيف: أحاديث النفس
في يوم عادي جدا، ومع بداية أسبوع جديد، خرجت من المنزل متوجها إلى مقر عملي في أقصى جنوب البحرين، تماما كما أفعل كل يوم، أجريت المكالمات المعتادة ورسمت في ذهني خريطة العمل لهذا اليوم وتصورت المخططات والمهمات، وغرقت في تفكيري وتخطيطي كما أغرق كل يوم، حتى توقف كل ذلك التفكير على سيارة تقطع الإشارة الحمراء،…
انتظرت ذلك اليوم انتظار المشتاق، خططت له كثيرا ورسمت له صورا وخيالات، فكانت الحقيقة أعظم كثيرا من ذلك الخيال، قرأت كثيرا، وبحثت أكثر، وكلما اقتربت من مدينة “أجرا”، اقتربت من موعدي الذي طال انتظاره، موعدي مع عجيبة من عجائب الدنيا، وصرح من التاريخ العريق لدولة المسلمين المغول، في عاصمتهم القديمة.
تتهيأ إدارتنا الصغيرة اليوم لاستقبال مديرها الجديد، بعد أربع سنوات لها تحت إدارة المدير السابق، الطيب الخلوق، الذي غادرنا يوم أمس واحتفت به الإدارة خير احتفاء، وارتجل بعضنا كلمات في رثائه، عفوا، في وداعه، تناولنا وجبة فطور دسمة على شرفه، وشربنا الكأس، كأس الوداع طبعا، الذي شربنا منه كثيرا طوال هذه السنوات الأربع، بمسميات أخرى…
لا يزال الغموض يلفّ ذلك البيت بسوره المتهالك، كلما تذكرته، عدت إلى نسج القصص والخيالات عنه، فتارة يخيل إلي أنه بيت مسكون بالعفاريت لا يجرؤ البشر على الدخول إليه، وتارة تتخذ الأحداث منحى آخر، فيتمثل لي شيخ طاعن في السن لا ولد له ولا وارث، قضى نحبه في ذلك المنزل، ثم ارتحل إلى حيث يرتحل…
قبل عام، وفي مثل هذا اليوم، كنت أقضي إجازتي في مدينة قولد كوست بأستراليا، وقفت كما أفعل كل يوم منتظرا وصول الحافلة للمحطة، غير أني وجدت أمراً مختلفاً في كل ما حولي من الأشياء والأشخاص، أدركت أنه يوم مختلف في أستراليا، بعدما تردّدَت على مسامعي وأمام ناظري عبارة “يوم أستراليا“. كان ذلك اليوم، هو اليوم…
شرّفني بعض الشباب من خريجي مدرسة الهداية الخليفية الثانوية – قبل أيام – بدعوتي لحضور حفل تخريجهم، وما كان ليسعدني أكثر من حضور الحفل، سوى دعوتهم تلك، وبالفعل، كنت متواجدا ضمن الحضور، أرمق المسرح وقد امتلأ بالخريجين، كل يرتدي لباس التخرج، والوجوه تكسوها البسمات، والهتافات تعلو من هنا وهناك، السعادة كانت تملأ المكان، والوجوه،…
سلبيّ أنا جداً، رغم أني لم أعتقد ذلك في نفسي يوماً، إنها ظروف الحياة، غيرت فيّ النظرة الإيجابية السابقة واستبدلتها بنظرة أخرى متشائمة سلبيّة، تبحث عن الظلام في كل حين، وتهمل النور مهما شعشعت أنواره. سلبيّ في داخلي، وقد كنت أظن أن هذه السلبية التي سيطرت علي لا تضر أحدا سواي، حتى تيقنت بأنها…
روي عن أمير المؤمنين، عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه، أنه قد أتي إليه في خلافته بأموال الزكاة، “فقال: أنفقوها على الفقراء والمساكين، فقالوا: ما عاد في أمة الإسلام فقراء ولا مساكين، قال: فجهزوا بها الجيوش، قالوا: جيش الإسلام يجوب الدنيا، قال: فزوجوا بها الشباب، فقالوا: من كان يريد الزواج زوج، وبقي مال،…
كنا ستة، أصحاب تجمعنا الحياة في أبهى صور المحبة، التقينا صغارا، ثم توطدت صداقتنا عندما التقينا في السكن الجامعي، فكانت حياة كاملة، في الشدة والرخاء، في الصبح وفي المساء، في الجد وفي اللهو، في كل وقت وحين، نسعد بالاجتماع، ونسعى للقاء، حتى كان التخرج مبدّلاً لروعة الأيام كما هي الحياة في سنة الفراق والالتقاء، عدنا…
في مواسم الامتحانات المدرسية والجامعية، وبقرار داخلي مدرسي أو جامعي، يتحول المعلمون والدكاترة جميعا إلى “مراقبين” على سير الامتحانات في قاعة الامتحان، ووظيفة المراقب كما نعلم جميعا ليست اكتشاف الطالب المنضبط، ولكنها معرفة المخالفين من الطلبة، وبالتالي إحالتهم إلى إدارة المدرسة أو لجان التحقيق في الجامعات وما شابه ذلك في سائر المؤسسات التعليمية.
عندما يرفع أحدنا صوته على أحد الأطفال، وهو يلهو ويلعب هنا وهناك، تتباطأ حركة ذلك الصغير ويبدأ منه سحر النظرات، ولعل بعضنا يستمتع بتلك النظرات فيتعمد زجر الصغار ليرى ردود أفعالهم، وما سحر ذلك إلا في المشاعر الداخلية التي توعز للعين بإطلاق النظرات، فتسحر الألباب، وهي صادقة بالتأكيد، وهنا تكمن روعتها، إذ لا يعرف الصغير…
اللهم ارحمني برحمتك، فقد انتصف الطريق، إن كان للطريق بقية.. أتناول كتاباً من رفوف الذكريات، ثم أعيده وأسحب آخر، وأعيده دون أن أتصفحه لأتناول غيره وهكذا، لقد اختلطت الأوراق فلا أستطيع ترتيبها الآن، وإني لأجدني عاجزاً، متهالكاً، لا حيلة أمامي ولا أمل للعودة، كل الأمل اليوم، فيما هو قادم، وليس القادم بأكثر من الماضي. أهي…
منذ أكثر من شهرين، وأنا على نفس الحال، كلما أمسكت القلم لأكتب شيئاً من شاكلة ما أكتب، وجدت الموضوع ينحرف تلقائياً نحو السياسة التي لا أجيد الكتابة فيها، ولا أستسيغ التعمق في بحورها أصلاً.
يخبرني أحد الثقات من أصحابي عن مشهد رآه في أحد المطاعم، ولولا أني ما عهدت على صاحبي هذا كذبا، لقلت أن قصته مكذوبة ملفقة بكل ما حوت من تفاصيل. اجتمع صاحبي مع مجموعة من أقرانه في مطعم ذات ليلة، وانشغلوا بأحاديثهم ثم بوجبتهم، ولم يقطع ذلك الانشغال، إلا ضجيج هز المكان، فالتفت الجميع ناحية…
على أصوات تتعالى خارج المنزل، جلبة وضوضاء ونداءات، خرجت لمعرفة ما يحدث، فلم أستطع معرفة ما تجمهر الناس حوله، حاولت التقدم أكثر والاقتراب من مركز التجمع، فوجدت أمرا عجيبا ما رأيت مثله في حيّنا من قبل، ولا في بلادنا كلها، وإن كان ذلك قد يحدث في الأزقة وخلف الأنظار.
سألني أحد الشباب قبل فترة عن رأيي في موضوع ما، فذكرت له رأيي وشرحت له موقفي، ولما كان رأيي مخالفا تماما لما توقع، فقد أهداني تعقيبا ختم به الحوار، فقال لي: “أنت بهذا الكلام إنما تبرر تقصيرك”.
كنت أكتب كثيرا عن ذكريات لا زلت أحن إليها، ذكريات من أيام الطفولة ومن أيام الصبا، ذكريات من أيام المراهقة وأخرى من سنوات الدراسة الجامعية، فوجدت البعض يعتب علي ذلك ويقول مالنا وللذكريات، اكتب فكراً أو شعراً أو حتى نثراً، المهم أن تكتب ما يفيد القارئ.
يعلم المقربون مني والأباعد أيضا أنني لا أفقه من كرة القدم شيئا سوى كرويتها التي أثبتها العلم الرياضي منذ بداية تاريخ اللعبة، وقد عشت جاهلا أمورها منذ خليقتي وحتى اللحظة، لا علم لي في لاعبيها ولا أنديتها ولا منتخباتها، ولا علم لي حتى بالكرة البحرينية التي أصبح العلم بها أضعف الإيمان.