| المستحيل |

Nick Vujicic

نك فوجي، شاب أسترالي من أصول صربية، في الثلاثين من عمره، قام بتأسيس منظمة غير ربحية، هي الأولى من نوعها وهو في سن السابعة عشرة، تم ترشيحه في العام 2005 لجائزة “الشاب الأسترالي للعام”، وهي جائزة تحظى بشعبية واسعة في أستراليا، تخرج من الجامعة وهو في الحادية والعشرين من عمره ثم بدأ مشواره التدريبي إذ أصبح محاضرا معروفا، يتنقل بين دول العالم ينشر التفاؤل ويحارب الإحباط، له برامج عديدة في التلفاز، قام بنشر كتابه الأول في عام 2010، وقدم مجموعة من الأفلام القصيرة حاز أحدها على عدة جوائز، وحاز نك شخصيا على جائزة أفضل ممثل للأفلام القصيرة  في عام 2009.

تزوج نك في يوليو 2012، ويمارس نشاطه اليومي من محل إقامته في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

لم تكن المعلومات أعلاه مهمة أبداً، وليست جديدة ولا فريدة، إلا إذا ذكرنا، أن نك فوجي، ولد وهو يعاني من مرض نادر يدعى: متلازمة نقص الأطراف الأربعة، نعم، السيد فوجي يعيش بلا يدين ولا رجلين، سوى زائدة في الجهة اليسرى نستطيع أن نطلق عليها مجازاً، أنها قدمه الوحيدة.

بهذه القدم اليتيمة، يمارس نك أعماله وهواياته، فتعلم الكتابة باستخدام أصابعه الصغيرة، كما تعلم الحاسوب والطباعة عليه، وتعلم عدة رياضات أهمها السباحة، ويقوم بالواجبات الحياتية اليومية بنفسه دون الاستعانة بالآخرين قدر الإمكان.

لم تكن حياة نك لتبدأ بمثل هذا التفاؤل والإنجاز، بل كانت حياته مليئة بالإحباط، حتى فكر في الانتحار أكثر من مرة، محاولا الهرب من واقعه الأليم، لكنه تراجع عن ذلك، ربما لعدم توفر الجرأة في داخله آنذاك، أو ربما لأننا نحتاج شخصا نتعلم منه أن المستحيل، مصطلح لا يعرفه أصحاب الهمم والطموح.

عرضت عليه والدته صورة لرجل مصاب بإعاقة حادة، ولكنه واجهها بمزيد من الأمل، ويحاول ألا تكون إعاقته مانعاً أمام تحقيق أمنياته، كانت هذه الصورة بداية التغيير في حياة نك، لينتقل بعدها إلى حياته الجديدة، حياة العمل الدؤوب من أجل نشر التفاؤل في نفسه أولا، وعند الآخرين بعد ذلك.

قصص التحدي والطموح كثيرة من حولنا، ولكن قصة نك، جعلتني أتوقف للتأمل والتساؤل، ماذا يستطيع رجل فقد أطرافه الأربعة أن ينجز؟ الجواب، يستطيع أن ينجز ما يريد هو حقا أن ينجز.

الشعور باليأس يروادنا كثيراً، نتوقف عن العمل، نتوقف عن الإنجاز، نحاول الهروب من الواقع، نستعرض عبارات من التشاؤم والإحباط، نعتذر لأنفسنا بها عن الاستمرار في العطاء والعمل، فإن اخترنا الدعة والركون إلى إحباطنا، فقد أعطينا الفشل مبتغاه، ولابد للندم أن يتحرك فينا بعد ذلك، أما إن كان التحدي هو اختيارنا، فإننا سنعمل، وقد يتطلب منا ذلك جهدا، ومزيدا من التحدي والصعود، غير أن النهاية الحتمية، ستكون إنجازا إضافيا، نضيفه على قائمة المنجزات التي يحق لنا أن نفخر بها أمام أنفسنا، نرجع إليها بين الحين والآخر، كلما تسلل الشعور بالإحباط إلى نفوسنا الطامحة.

 

12 يناير 2013

انشر الرابط

تعليقات

  1. ابراهيم الحسن 15 أبريل 2013 at 12:55 م

    قصة نك جديرة بأن تكون جزءاً بارزاً في مناهج التعليم ، ومثلها …… لعل ذلك يحفز في أبنائنا الطلبة ما هم فيه من سبات .. وللآخرين ممن وهبهم الله كل مقومات الحياة فعطلوها دون سبب هي لهم عبرة وعظة …

  2. حمد نجم 16 أبريل 2013 at 11:52 ص

    جميل بوياسر…
    يحتاج المرء منا لمثل هذه الأمثلة في الحياة حتى يقوى عوده لمواصلة العطاء ومجابهة المستحيلات وكسر الحواجز التي يبنيها لنفسه بنفسه.
    دمت مبدعاً أخي الحبيب 🙂

اترك تعليقاً

اسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني